فضاء حر

كلمة للرئيس هادي

يمنات

السيد الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية وممثل الشعب

تحية..  وبعد:

نود التأكيد عليكم كي لا تأخذكم غمرة الأحداث وتدافع الأطراف إلى منافي الغربة عن مطالب الشعب وتطلعات شبابه الذي كسر قيود التسلط ودحر موانع الاستبداد إلى مزبلة التاريخ، رافعا راية التغيير بكل وضوح مطلبا لا يقبل الاستثناء والانتقاص وتم التعاطي معكم وكنتم محل إجماع شعبي وثوري على أساس أن تكون قائدا لعملية التغيير.

إننا كشباب ثورة بادرنا بالخروج إليها داعيين عموم الشعب اللحاق بنا مطلع يناير 2001م ليس لنا علاقة بما يتم الآن من (محاصصة وتقاسم) بين الأطراف السياسية، وإن كنا ننتمي إليها إلا أن أي سلوك يتعارض مع طموحاتنا بالتغيير لا يعنينا إطلاقا..

لقد تعاطينا مع التسوية على اعتبارها تسوية تاريخية بين (مطالب الشعب الثائر..) وبين (المنظومة السياسية) شريطة أن تصاغ هذه المنظومة بصيغة وفاقية.. لتتجه وفق قاعدة التغيير..

هكذا تمت التسوية وكانت المبادرة الخليجية واضحة .. إذ تنص على تشكل حكومة وطنية على مبادئ الحكم الرشيد..

ما نراه اليوم يبدو مسارا منحدرا تماما وانتم المسئول الأول عن هذه المرحلة.

– المحاصصة في الوظيفة العامة والإصرار على تسييسها التي لم تسلم منها مؤسسة دار الرئاسة ذاتها وهو ما نرفضه قطعا.

– ما تم في مؤتمر الحوار الوطني من ترضيات وتوزيع للنفوذ وفق الأسرية والعشائرية مع تغييب كبير لدور الشباب عدا ما تم وفق الإرضاء للأسر والجهوية، وكانت قائمتكم التي صدرت في الأخير أن تراعي ما قد تم.. لكن اتجهت لتكريس ذات الأسر والجماعات ليغدو مؤتمر الحوار شاملا (الزوج وزوجته ، وابناء العمومة، والاب واولاده…الخ ) في صورة بشعة تعكس حجم الاستهتار من قبلكم بالمسؤولية الموكلة إليكم..

تمررون ابتزاز الأدعياء باليافطات الثورية وهي برؤية منهم ثم تستكملون ما تبقى انتم كل هذا تعاطينا معه على مضض حرصا على إنجاح المرحلة التي يتم تأسيسها على نهج مختل ولم يكن ذلك يعني التغيير بأي صورة

– الفســــاد الذي لازال مستشريا وبتخريجة وفاقية الذي يعم كل مرافق, وأجهزة الدولة لا يعنينا ولا يعني الثورة بتاتا..

– نحن أعلنا مطالب عاجلة تتعلق بالشهداء والجرحى والمعتقلين والمسرحين والمقصيين وهيكلة الجيش والأمن..

هذه طرحناها كأولويات عاجلة.. ولم يتم التعاطي معها عدا ما تم بخصوص التغييرات والتبديلات في الجيش مؤخرا..

في هذا السياق نرى انتهاج سلوك مغاير تماما لمطالب التغيير والاستمرار فيه سيجرنا بالضرورة إلى مربعات خارج سياق الثورة والدولة..

لذا فإن أي سلوكيات من شأنها تكون قادمة تتجه في سياق (القسمة) على أي مستويات، ستجعل الثورة الأم والتضحيات لا المناكفات ولابتزاز تقول كلمتها.

 

السيد الرئيس لتعلم أنك المسئول الأول في البلد عن المرحلة .. ولم نكن لنتقاعس عن دورنا في مساندتك شريطة الالتزام بمرجعية التغيير…ولتعلم أيضا أن شباب الثورة ليسوا أولئك الذين يتدافعون إليك منذ التسوية.. قصد الابتزاز وتحقيق مكاسب أو الذين يؤتى بهم إليك..

شباب الثورة لم تعرفهم بعــــد.. ولم يأتوا إليك بعــد ..ولا يريدون .. وليست لهم علاقة بالنعومــــة إطلاقا..

الثورة خشنة هم قوافل الكادحين والجياع.. الذين لا يسكنون الغرف الفارهة والأجنحة..

وكل تضحيات الثورة كانت من هذه القوافل التواقة الحالمة بعيش كريم.. لذا نرجو إعادة النظر في ما يتم ويجري وليس لنا علاقة به..

هذه كلمتنا الأخيرة إليك لأننا لن نسمح بأن تصادر المرحلة أحلامنا لتذهب إلى المحاصصة وإعادة إنتاج الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى