فضاء حر

عن دعوة الحوثي لاجتماع العقلاء والحكماء

يمنات
تُكرس دعوة عبدالملك الحوثي ل اجتماع من وصفهم ب “حكماء وعقلاء” اليمن للتداول بالوضع الحالي للبلد، حقيقة الفراغ السياسي الكبير في العاصمة صنعاء، وهو الامر الذي ينجح الحوثي في استثماره حتى الان، للمزيد من احكام القبضة على مسار البلد السياسي وقرار الدولة فيها.
يتقدم الحوثي إذن في المكان الذي يُخليه الاخرين، ويعزز جموحه من هشاشة التقدير الذي تبقى لهم، ورغم عنه فان خيارات القوة التي لجأ اليها وسياسة فرض الامر الواقع التي كرسها -والتي يبررها بالثورة والحرب على “الدواعش”- تُصبح نموذجاً يُلهم ويُحتذى به من قبل الجماعات الاخرى، بداية من الحراك التهامي، ومروراً بحلف قبائل حضرموت، و”انصار الشريعة”، ووصولاً إلى الحراك الجنوبي، ليصبح المشهد هزلياً تقتسم فيه جماعات العنف جثة الدولة اليمنية.
إن الصيغة المحزنة التي تنتهي إليها اليمن في ختام هذا العهد الانتقالي، هي نتاج مسار طويل من “التبشير والحلول السحرية” تواطئ فيه هادي وقادة الاحزاب والمبعوث الدولي، على التنصل من الالتزامات والتهرب من المشكلات الحقيقة، و قاموا فيه بشراء الضمائر وتفتيت مقاومة اليمنيين بصفقات جماعيه رخيصة.
و هكذا إذاً تتراجع الاحزاب “الوطنية” وتذوي قيمتها وتأثير رموزها، ويقوض باطراد موقع رئيس الجمهورية وهيبته، وفي المقابل يعلو نجم جماعة الحوثيين وزعيمهم.
و في هكذا معادلة افضى لها عهد “هادي” تُصبح النتيجة المزيد من تفسخ الدولة و تثبيت دور الجماعات ما قبل وطنية، كفاعل اول في تقرير المستقبل اليمني، ليصير حاصل كل ذلك تدشين عهد جديد عناوينه الابرز جهوية ومذهبية وقبلية، يتراجع فيه اليمنيين من موقعهم ك”مواطنين” و يصبحوا طوائف وعشائر وجغرافيا، بعد ان دفعوا رغماً عنهم للتخلي وخسارة كل ما هو مشترك وطني بينهم.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى