فضاء حر

عن مأزق الحوثيين في رداع

يمنات
تستظهر معركة رداع مأزق الحوثيين المتصاعد والناجم عن تمددهم السريع وغير المحسوب في المحافظات المختلفة بعد اسقاط صنعاء، والتي وصلوا به الى خطوط التماس المذهبية والجهوية الكامنة على الخريطة اليمنية، والتي وان لم تكن نشطة سابقاً فإنها تتحفز تتدريجياً اعتماداً على هذا التوسع الحوثي.
و بعد ان كان الحوثيين يأملون ان تُرتب لهم عملية حسم سريعة في رداع – ضداً على القاعدة- عدد من المكاسب السياسية، التي منها تقويض جماعة متوحشة ومكروهة بالنسبة لليمنيين، وتقديم انفسهم بشكل ايجابي ل “الخارج” عبر القضاء على هدف رئيسي للحرب العالمية على الارهاب؛ تعود هذه المعركة عليهم بالعديد من الخسارات السياسية والاجتماعية، علاوة على النزيف العسكري المتزايد، حيث لم يحسب الحوثي حين دخل المعركة في وسط قبلي معقد – تنشط فيه القاعدة بذكاء-
المتغيرات الاجتماعية التي قد يؤدي لها الصراع، وقدرة خصمهم “القاعدة” على معادلة تفوق الحوثيين العسكري باستظهار وتحفيز مقاومة قبلية ذات محركات مذهبية وعصبوية في مواجهتهم. وهو الامر الذي سيدخل الحوثيين في بحر من الرمال يستنزفهم عسكرياً وسياسياً بشكل لم يحسبوه او يتوقعوه، وهو مايبدو عليه الحال الان.
لقد غفل الحوثيين ان معركتهم في قيفة رداع تفكك العزلة الاخلاقية التي كانت مضروبة على القاعدة بسبب جرائمها المتوحشة، حيث نجحت هذه الاخيرة نسبياً في ان تتفلت من الحصار الرمزي المضروب عليها عبر اشتغالها على صناعة هوية وتحالفات “سنية” تجمع خصوم الحوثي والخائفين منه في صيغة شراكة فضفاضة تصبح القاعدة هي رأس الحربة فيها.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى