فضاء حر

عيد سعيد .. وكلنا كذبنا

يمنات

أجل كلنا كذبنا في هذا اليوم وأتحدى واحد ينكر! كيف نكون سعداء وحالنا هكذا… قتل في مأرب ،ودماء في شبوه ولحج ،وطائرات تنتهك السيادة وتستبيح الأرض والعرض وتقصف وتدمر سيارات في حضرموت، وتسمع من وسائل إعلامنا بأن مواطنين يعتقد انتماؤهم للقاعدة قتلوا نتيجة لهذا القصف، وكأن شيئا لم يحدث.

أنفس أزهقت في الرضمة ومازالت عوامل التوتر قائمة ،وتهديد في قلب العاصمة صنعاء جعل من الدفاعات الجوية في وضع استعداد دائم، ولدينا وبالقرب منا أسر شهداء وجرحى الثورة أنت وأنا نسمع أناتهم دون أن نقدم لهم شيء.

وشرارة حرب قادمة من دماج وأنا وأنت لا نستطيع أن نقول لا لإشعال هذه الحرب، فهذه هي طريق الدمار، فالحرب تأكل الأخضر واليابس، ومع هذا نقول عيد سعيد، قد حاولنا بكذبنا أن نظهر لأطفالنا سعادتنا بهذا العيد ولكن حديثنا مع أصدقائنا فضح كذبنا أمامهم، حاولنا نسمع ونسمعهم أغنيه بصوت المرحوم الآنسي (آنستنا ياعيد)، فأخطأت أناملنا وسمعناهم نفس الأغنية ولكنها ساخرة بصوت الأضرعي، وكلما حاولنا نغطي كذبة فضحنا أنفسنا بتصرفاتنا، لذا علينا أن نعترف ونقر بواقعنا وبحالنا التعيس، وأن نبحث عن حلول لمشاكلنا ،وأن لا نبالغ في الكذب ، فأمامنا جيل غير جيلنا ، فهو أدهى وأذكى منا بكثير، جيل قد يكون ضحية لتخاذلنا إذا ما أنقذنا أنفسنا وأنقذناهم من مستقبل مشحون بالعبوات الناسفة، وببسكويت الأطفال التركية، وبالعصابات الإرهابية وليدة التعبئة الخاطئة… أنت وأنا إذا لم نعري كذبنا ونعمل على تصحيح أوضاعنا، وإذا سكتنا على فسادنا الحاصل باسم الثورة، وظهرنا مجاملين ومنافقين بعبارة عيد سعيد، فسيلعننا التاريخ، وبشهادة هذا الجيل على تقاعسنا وصمتنا.

كل عام وأنت بخير..

زر الذهاب إلى الأعلى