فضاء حر

حزني عليك يا أبي يزداد

يمنات
في كل يوم جمعة لا أستطيع أن أتحكم بدموعي التي تتساقط بغزاره بدون إرادتي، في مثل هذا اليوم و في 20 ديسمبر من العام الماضي غاب عني أعز وأحب وأغلى ما في هذه الحياة، فلم يعد لهذه الحياة طعم أو مذاق بعد فراقك يا أبي العزيز، كنت أتمنى لو كان أبي يعاملني بقسوة كي لا أحزن عليه بهذا القدر القاتل، كنت أتمنى أن أموت قبله، كي لا أصاب بهذا الحزن الموجع، آه يا أبي كم كنت كريما وحنونا بكل كائن حي، وكم كنت تكرم من يعاديك، وتحب من يشتمك، كم عطفت على من فقد عقله وصادقته وقربته إليك حتى شعر المحيطين بكم بأن هذا الذي بجانبك بكامل عقله، آه يا أبي لو ترى الورود التي زرعتها بيديك كم هي مشتاقه لأن تلمس أو تشتم كرمك بسقيها والإعتناء بها، لم أصدق حتى الآن أني لن أراك ثانية، أتدري يا أبي أن ياسين ابني الآن هو الوحيد الذي يشعر ويلمس ما أعانيه، فهاهو يضمني في حضنه ويمسح الدمع بيديه، دون أن يشعر بما يقوم به أحد، أتدري يا أبي أن الحياه بعدك لا قيمه لها، وأن السعادة بدونك لا مكان لها..
لماذا ضعفت هذه المرة و استسلمت للموت، وأنت من عبر الوديان وتسلق الجبال في الظلام الحالك، وأنت من نجوت من مخاطر الحروب ، و من مشنقة نظام علي صالح بعد أن أخفوك عنا لأكثر من أربع سنوات في سجن الزاجر وغيرها من سجون الديكتاتورية السنحانية..
يا أبي سامحنا لم نعطيك حقك بقدر تضحياتك لأجل وحدة اليمن، فقد فارقت ربك قهرا وكمدا على هذه الوحة عندما سمعت بهبة حضرموت، فشعرت أن اليمن سيتمزق، ففضلت أن تغادر الحياة على أن ترى وطنك مقسم وممزق بعد أن رأيت وحدة غير مكتملة الصورة، ولكن يا أبي ارتاح وسنكمل الحلم والأمل الذي كنت تسعى لتحقيقه، ولن يثنينا عن مواصلة ما بدأت به إلا الموت، وهذا ياسين أقرأ في عينيه أمل تحقيق ما كنت تسعى لتحقيقه، فالمجد والخلود والرحمة لروحك الطاهرة يا أنقى البشر، ويا أعز الناس ، أيها الأب الحنون صالح حيدان..

زر الذهاب إلى الأعلى