فضاء حر

عن الجرعة والثورة والحوثي وحملة 11 فبراير

يمنات
سيقول أحدهم متهكماً ومتوجساً من خروج الناس في المسيرات التي دعا اليها الحوثي: (..في مسيرات الحوثي حضرت امريكا وإسرائيل وغابة معاناة الناس وهمومهم..).
وسيقول أخر من المحسوبين على حمله11فبراير: بأن حب الهيمنة والاستحواذ على اوجاع الغلابى من قبل الحوثيون هو الذي سيؤدي الى قتل حماس الناس وسينال من إرادتهم في تغيير الفاسدين، و ان من يظن نفسه معصوم عن الخطأ وتتسم تصرفاته بالغرور والتعالي مستنداً بما لديه من قوة وإمكانيات ويرفض الاعتذار لشركائه عن أخطاء أقترفها تابعيه، و ان من يظن بان صوته يمثل كل فئات الشعب المقهور .. لن يكون خروجه الى الساحات او دعوته الناس للخروج .. هو سبباً او عاملاً أساسياً في اسقاط الاخرين ومحاسبتهم على أخطائهم ومنهم الحكومة وأعضائها الفاسدين!!!!
و قد يستدرك متسائلاً: ما الجدوى اذاً من خروجي اذا كنت سأردد هتافات وشعارات لا تعبر عني وعن غضبي وإنما تعبر عن أهداف وأجندة منظموا الاحتشاد ؟؟؟…
و سيقول ثالث منتقداً ومتهكماً أيضاً من دعوة الحوثي للناس بالخروج: (..خرج الحوثيون ضد الجرعة بينما لزمت بقية مكونات حملة 11فبراير وبقية المكونات الثورية الاخرى الصمت!!!!..
و هي حالة مشابهة تماماً لارهاصات و نتائج ثورة 11 فبراير ودور احزاب المشترك فيها والتي سلمت معاناة وأوجاع الشعب لحزب الاصلاح ولحكومة المحاصصة..
فما الذي سيتغير سواء سقطت حكومة التقاسم او لم تسقط؟؟؟ طالما ونحن سنستبدل طرف طاغي بأخر اطغى..؟؟؟؟
منذ مسيرة الاثنين الماضي قرأت عشرات الآراء والمنشورات على صفحات الفيسبوك نشرها العديد من الاصدقاء على صفحاتهم تعددت من خلالها قناعاتهم و آرائهم ووجهة نظرهم ما بين متهكم ومتسائل ومتشائم…ووووو
و هنا فأنني ليس لدى من بدً أخر سوى ان اقول مهما تباينت وجهات النظر وتعددت الآراء واختلفت او اتفقت في نقدها للاحتجاجات التي دعا اليها الحوثي سواء بالتفاؤل او بالتشاؤم، وبغض النظر عما إذا كانت حشود تلك المسيرات التي خرجت منددة بالجرعة، وان معظم من شاركوا فيها هم من الحوثيون او من بقية فئات الشعب .. سواءً ردد المتظاهرون فيها شعار الصرخة او لم يرددوا، وسواءً حققت تلك المسيرات أهدافها ام لا؟؟؟؟
ففي كلا الحالات يظل التظاهر والاحتجاج السلمي هو الخيار الاجدى و الوسيلة الارقى التي يتوجب على كافة أبناء الشعب وكافة الجماعات والأطراف السياسية ارسائها واللجوء اليها للتعبير عن مطالبهم وتطلعاتهم ولتحقيق غايتهم .. فالتظاهر والاحتجاج السلمي هو حق كفله الدستور وكفلته كافة الصكوك والمواثيق الدولية، وهو علامة أساس على التمدن والتحضر في اي مجتمع، و يبقى النهج السلمي وحده هو الوجه المشرق والأجمل في حراك ونشاط أي فئة او طائفة او شعب او فصيل او مكون او حزب سياسي .. و هذا هو النهج الصحيح الذي دعا له و أكد عليه المفكر المرحوم عبدالله البردوني عند قوله: (…ما أبعد الفرق بين البطولة التغييرية وبين البطولة الحربية، تلك تفتتح عالماً جديداً وتلك تمد تقاليد صراعية غير تعميرية..) (اليمن الجمهوري- ص490)..
لذلك نتمنى من انصار الله (الحوثيون) ان يحافظوا على سلميتهم وان لا ينجروا لسفك اي قطرة دم خلال تصعيدهم ضد الجرعة في قادم الايام حتى وان تعرضت مسيراتهم للاعتداء..
و أتمنى ان لا تكون الهبة الشعبية ضد الجرعة والتي دعا اليها الحوثي هي هبة مشابهه للهبة الشعبية التي دعت اليها احزاب اللقاء المشترك عام2010م من حيث الغاية والأهداف والنوايا..
و هنا لابد من توجيه التحية لمكونات حملة 11فبراير لموقفهم الشجاع في مجابهة الاستبداد والإقصاء والتهميش وسياسة الضم والإلحاق والتبعية في العمل الثوري وهي كذلك لجبهة الانقاذ ممثلة برئيسها الثائر الانسان أحمد سيف حاشد، والذي اثبت دوماً انتمائه وانحيازه الى نهج الكرامة والحرية والى بسطاء الناس وأكد يقيناً بأنه ثائر حر .. متمرد .. صلب عصياً عن الكسر او الاحتواء و التقوقع تحت وصايا وأجندة طرف بعينه مهما كان حجم وقوة ونفوذ ذلك الطرف.. فالثورة الحقيقة لا تؤمن سوى بقضاياها العادلة التي يناضل من اجلها احرارها بكل صبر وصدق وإخلاص مهما كان حجمهم وإمكانيتهم في مجابهة القوة والتعالي والاستبداد مهما كان شكله او نوعه او مصدره..
و في الاخير نتمنى من بقية مكونات حملة 11فبراير وفي مقدمتها جبهة الانقاذ مواصلة عملهم الثوري في مكافحة الفساد والتصدي له والانتصار لقضايا الناس، و المضي مع بقية ابناء الشعب نحو اسقاط حكومة الفساد والمحاصصة..
أسقطوا حكومة الفساد وبسقوطها سيسقط كل مستبد..

زر الذهاب إلى الأعلى