فضاء حر

العشوائية منهج في ادارة المشهد السياسي

يمنات
التخبط في المشهد السياسي بداء مع سرقة الثورة ودخول العسكر والقبيلة الى ساحة التغيير مع الاستباق لهذا الامر بمجزرة جمعة الكرامة لتغطية ذلك الدخول الممسرح لمن قالوا انهم منشقين وحماة الثورة، و تزايد المشهد مع المبادرة البائسة التي شكلت نقطة جذب للمشترك وحلفائه من اجل اقتسام السلطة والثروة.
و هنا ظهرت الانتهازية بكل صورها ومظاهرها لكل الاطراف كلٌ من زاويته، فالمشترك متعدد الاطراف، فيه حلفائه من القبيلة التي لها مصلحة خاصة وثأر سياسي سابق، والاصلاح حليف القبيلة والعسكر اظهر جندته الخاصة مع الاستمرار في التعبير عن اجندته ضمن تكتل المشترك، و الرئيس صالح اعتمد اجراءات متعددة امنية وعسكرية وسياسية تستهدف الثأر من اولاد الشيخ ومن الاصلاح، و اللواء قائد الفرقة الى جانب حماية مصالحه المالية و مصالح اقاربه وحلفائه، ثم جاء الحوثيين فاربكوا المشهد، خاصة ارباك فاعلية الاداء للإصلاح واولاد الشيخ والعسكر.
و هنا لم يستطع الرئيس هادي الانحياز لطرف ضد اخر بل حاول اللعب مع الجميع وترقبهم ومحاولة تسريب معلومات سرية عبر اجهزته الامنية من طرف ضد اخر، لكن المشهد لم يكن بعيدا عن من يراقب هادي وتحركاته واجراءاته، وهنا تحقق للحوثي نصرا في المعارك الميدانية وغياب عن الفعل السياسي لعدم ثقة الاخرين به كطرف مدني ومستقل.
و هنا ايضا تزايدت الازمة وتعقد المشهد السياسي حيث غياب الرؤية الوطنية المتبلورة حول الدولة والمواطنة والاستقرار وغابت المعالجات للخروج من الازمات، و اعتمد الجميع منطق ادارة الازمات وتدويرها خاصة ان القبيلة والعسكر تاريخا يعيشون ويربحون في اطار الحروب والازمات، وهو المسار الذي تكيفت معه الاحزاب البائسة بكل تنوعها وتعددها واصبح المواطن وعامة الشعب مطالبين بالتكيف بدورهم مع مسار الازمات وتجددها.
و هنا يكون السيناريو الآني والقادم مفتوح الاحتمالات اما للتقسيم نحو اقليمين او لتعميم الحروب بمنطق الجهوية والمذهبية او التحكم بمسار الازمات والولوج نحو مسار مصالحة عامة وواسعة وجدية لإنقاذ الوطن على الاقل مرحليا حتى لا يذهب اليمن نحو الانهيار الشامل.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى