فضاء حر

قرار الرئيس هادي بتشكيل 4 ألوية رئاسية أمامها مطبات من أحمد وعلي محسن والإصلاح

دعونا نسلط الأضواء على هذه القرارات التي أصدرها الرئيس هادي بشأن تشكيل 4 ألوية  رئاسية 2 من الفرقة التابع لعلي محسن و2 من الحرس الجمهوري التابع لأحمد علي نجل الرئيس المخلوع..! فمن هنا ينبغي أن ندرك بأن الفرقة الأولى مدرع تضم العديد من الألوية العسكرية ومن ضمنها الـ2 من الألوية التي شملها قرار الرئيس هادي، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن قائد الفرقة هو الجنرال علي محسن وهو شخص مودلج حتى النخاع وخضعت أدلجته للمدرسة التطرفية، فأصبح الشخص الأول والمسئول السري على التيارات المتطرفة باليمن من مطلع الثمانينات فمثلت الفرقة الجناح العسكري لتلك القوى بغض النظر عن خروج إحدى تلك التيارات المتطرفة كالاصلاح،، للمعارضة عام 2000م لكن أبقت جزء من أجنحتها داخل المؤتمر برئاسة علي محسن، ومن زيادة الحرص من قبل هذا الشخص على تلك التيارات فقد وضع جامعة الإيمان لصيقة لفرقته المدرعة كجزء من الحماية لها ولعناصرها، فأحتضنت الفرقة أعداد لا حصر لها من قوى التكفير، فأصبح تعيين قائد أي لواء أو حتى قائد كتيبة أن يكون من هذا التيار التكفيري.. وهذه التيارات المتطرفة حريصة كل الحرص أن يبقى علي محسن على رأس المؤسسة العسكرية والكلام الذي تطرق إليه القائد العسكري الظنين بالفرقة قبل أيام وتناولته المواقع الإلكترونية خصوصاً عندما قال لا حكم لليمن بدون علي محسن.. ماذا يعني؟،، فضلاً على كلام الزنداني أخيراً والذي أبرز انزعاجه من مشروع الدولة المدنية..

أما بالنسبة لبيان التأييد الذي أصدره هذا الجنرال فور صدور القرارات من الرئيس هادي بتشكيل ألوية الرئاسة ومنها الـ2 ألوية التابعة للفرقة هو صحيح لكن ينبغي على الرئيس هادي أن يدرك بأن هذين اللوائين.. مطعمين بمجاميع من قوى التكفير، وهذه العناصر بتلك الألوية ولائها لعلي محسن ولاء مطلق لأنها مؤدلجة حتى النخاع وستبقى منفذة لكل ما يملي عليها من علي محسن الأمر الذي يتطلب إجراء فرز أفراد وجنود تلك الألوية تحاشياً لأي حماقات إرهابية من خلال إعادة تأهيل تلك المجاميع فكرياً لكي يتخلوا عن الأفكار التطرفية أما بالنسبة لـ2 ألوية من الحرس الجمهوري الخاضع لسلطة أحمد.. هنا ينبغي اتخاذ تدابير صارمة تكفل تسليم تلك الألوية وفقاً للقرارات التي صدرت لكون أحمد شخص صحيح غير مودلج مقارنة بعلي محسن لكن دوره القيادي تغلب عليه طابع المراهقة والحماقة لكنه أكثر تأهيل من الناحية العسكرية وعلى أي طرف أن يتحمل مسئولية أي اعتراض في تسليم الوحدات العسكرية المشمولة بالقرار في حالة الرفض وإطلاع الرأي العام حول ذلك.. لكي لا يبقى مثل هذه المواضيع شماعة لتأخير ما ينبغي عمله من قبل الرئيس هادي.. لكون بقاء علي محسن واحمد علي في المؤسسة العسكرية تعطيلاً لدور هادي من قيادة  البلد وإخراجها إلى بر الأمان، وهذا ما تخشاه لكن الفارق بين علي محسن واحمد علي من حيث الطموحات القيادية والتيارات المساندة لكل طرف سياسي أو ديني أو عسكري.. ومن حقق إنجاز أو إخفاق لكلى الطرفين خلال الفترة الماضية وآلية كل طرف في التعامل مع المستجدات الراهنة، وفي حالة وصل الصراع بين الطرفين إلى صدام مسلح. من سوف يكسب الجولة؟ ومن سوف يدفع فاتورة خلافاتهم؟

ولإيضاح هذه الصورة وفق هذا التحليل السطحي نوضع الفارق بالتالي:

أولاً: علي محسن..

* إن هذا الشخص وصل عمره إلى الـ70، وهو مرافق الرئيس المخلوع منذ صعوده إلى سدة الحكم. وشخص معاصر وتراكمت لديه الخبرات الحياتية في التعامل مع القضايا السياسية والمسائل العسكرية ولديه حقيبة الاسرار العسكرية برمتها وبموجب القانون يحال للتقاعد.

* هو شخص مؤدلج حتى ا لنخاع ومحسوب على التيارات الاسلامية، وعليه دائرة حمراء من قبل الامريكان.. باعتباره الراعي الرسمي والسري للتيارات الاسلامية، وولاء تلك التيارات اكثر لعلي محسن،، وتربطه بها عيش وملح وحسب ونسب معها حتى وإن اعلن موقفه انه ضد القاعدة، لكنه أكثر تأثير عليها وملماً بأسرارها وهي مساندة له من الماضي حتى الحاضر.

* فضلاً على أن علي محسن لا يحب الظهور ويستثمر العديد من المواقف والحماقات التي تحدث من الطرف المضاد «احمد علي» ويكسبها لصالحه. ويكسب تعاطف الأخرين. على سبيل المثال.. يحاول أن يبرز للرأي العام الداخلي والخارجي التي تبنى عليها المواقف الدولية. بشأن الوضع في اليمن بأنه لا يرغب في السلطة. ولديه الرغبة في تسليم معسكرات الفرقة وأنه غير متمرد على قرارات الرئيس هادي، الأمر الذي يكسب تعاطف الشارع وبالتالي أستطاع أن يكسب تعاطف هادي معه.

* استطاع اسناد قوته العسكرية بقوى سياسية ودينية متطرفة فضلاً على كسب ولاء قوى قبلية وتجارية.. ناهيك بأنه استطاع أن يكون له جذور كبيرة في العديد من وحدات الدولة المدنية والعسكرية التي عمل على دعمها وكسب ولائها خلال العقود المنصرمة..

* يستخدم التكتيكات الغير مباشرة للوصول إلى أهدافه وبكل صمت.

* أما بالنسبة عن الخطوات والآليات التي يتبعها للوصول إلى اهدافه من وجه نظري الشخصية منها على سبيل المثالي التالي:

أ- تمكن من السيطرة المباشرة والغير المباشرة على معظم المحاور العسكرية من خلال إنضمامه للثورة وأجهض المشروع الثوري وكسب ولاء المعارضة ممثلة بأحزاب المشترك وعلى ضوئه حافظ على بقاء قوته العسكرية ممثلة بالفرقة مدرع+ المحور الشرقي+ الجنوبي فضلاً على القوات الجوية الذي أصبح هو الحاكم الفعلي لهذه الوحدات. بعد أن كانت خاضعة معظمها لنظام صالح. وبالتالي أصبحت هذه المحاور العسكرية تحت إدارته الغير مباشرة. وتدار بعقلية تطرفية خدمةً لمشروع تلك التيارات.. ناهيك عن قدرته الاختراقية الغير مباشرة والتكتيكية التي اتبعها ويتبعها لإختراق وحدات الحرس الجمهوري.. ومنها اللواء الثالث حرس رئاسي.. وبالتالي أصبح علي محسن مسيطراً على 80٪ من القوات العسكرية راهناً ولم يبقى أمامه سوى 20٪ التي بيد أحمد علي وهي بقية وحدات الحرس الجمهوري+ الأمن المركزي+ بعض وحدات وزارة الداخلية ولهذا فإذا صدرت قرارات بتغيير علي محسن. هو قد ضرب حسابه لإيصال انصاره إلى قيادة الوحدات العسكرية من نفس المدرسة المتطرفة.. كما تمكن من إيصال القائد الحليلي لقيادة اللواء حرس جمهوري وقائد القوات الجوية. وهذا سوف يكون سارياً على بقية الوحدات الأخرى وبالتالي إذا تم إزاحة علي محسن فسوف يبقى وجوده قائم بكل وحدة عسكرية من خلال عناصره المتطرفة بكل وحدة.

ب- أما بالنسبة للتكتيكات الراهنة التي يتبعها في التعامل مع الملف العسكري يقوم بالتالي.

– يصرح أمام وسائل الاعلام برغبته على الهيكلة العسكرية. ويبرز موافقته للرئيس هادي بأنه موافق على التسليم، وتصريحه بذلك أمام وسائل الاعلام هي لعنة ونصف لنده «أحمد علي» يترتب عليه بروز حماقات وردود فعل غاضبة من قبل نجل المخلوع.. ومنها رفضه من تسليم وحدات الحرس. فعلى هذا الأساس يصبح نده احمد متمرداً. وهو العكس مما يجعل الرئيس هادي أكثر تعاطف معه.. وهو يدرك بأن مثل ذلك يترتب عليه من المحتمل صدام مسلح.. وبالتالي سوف يكون بنظر الرئيس هادي مطيعاً وتتاح له فرصة لإخماد تمرد أحمد.. وبدعم ومساندة قوى التكفير والقبائل وتعاطف الرأي العام معه. واستغلال انضمامه للثورة للحصول على حماية من أي محاكمة جراء مشاركته جرائم نظام المخلوع فضلاً على أن ذلك سيوفر فرصة لعلي محسن الخروج من دائرة الاتهام في الاعمال الارهابية خصوصاً أمام الذين وضعوا اسمه ضمن الاسماء المطلوبة أمريكياً خلال الفترة الماضية ناهيك بأن هذا الجنرال مدعوم سعودياً من الماضي حتى الحاضر.. الذي أوكلت له مؤخراً إجهاض الثورة وفعلاً نجح لكنه طموح لإيصال قوى التطرف والتكفير إلي سدة الحكم فما جرى ويجري من بعد الثورة الشبابية في المؤسسة العسكرية يحمل ملامح بأن قوى التكفير لديها إستراتيجية إنقلابية جزء منها جعل المؤسسة العسكرية تحت سيطرتهم حصرياً.. وهاهي قد أصبحت 80٪ من المؤسسة العسكرية والأمنية تحت سيطرتهم. فما حدث بوزارة الداخلية من تعيينات وإقصاءات للاشتراكي والناصري خير دليل. فضلاً على المشاكل التي حدثت مؤخراً مع معسكر النجدة مؤشر على ذلك. خصوصاً بعد تدخل علي محسن بتلك المشاكل مما كشف بعض الحقائق بأن الشخص السري الذي يدير الداخلية هو علي محسن.

– وحالياً في حالة إستمرار أي تمرد من قبل قائد الحرس. وحدوث صدام مسلح سيوفر الفرصة لعلي محسن بإستلام ضوء أخضر من الرئيس هادي. والدول الاوروبية الراعية للمبادرة الخليجية من الدخول بصدام مسلح مع قائد الحرس ومن المحتمل أن يستخدم القوات الجوية. بعد أن إنتزعها من المخلوع ومشاركة عناصر التيارات المتطرفة بحجة أن أحمد متمرد على قرارات هادي وعلى المبادرة الخليجية وقرارات الشرعية الدولية. وبالتالي يكون كسب تعاطف دولي لما سوف يقدم عليه. وهذا جزء من إستثمار هذه المواقف لتحويرها لخدمة المشروع الإنقلابي لقوى التكفير. ا لذي يروج لها الزنداني تحت إسم مشروع الدولة الإسلامية.

– ونظراً لإلمام علي محسن بأسرار الوحدات العسكرية برمتها سواءً التي تحت قبضته أو العكس وخصوصاً بعد بدوز قدرته الإختراقية لأهم وحدة في الحرس اللواء الثالث حرس رئاسي وإيصال الحليل لقيادته. لا يستعبد أن يكون مستمر في مواصلة برنامج الاختراق السري لبقية وحدات الحرس بسرية. عن طريق شراء ولائات قيادات الألوية وقادة الكتائب وغيره. ومحتمل ينتظر الفرصة والمبرر لإستكمال برنامج الاختراق وتشتيت قوة الحرس. ثم يضع المخلوع في قفص الاتهام. وإغتنام ثروتهم وتصفية حساباته معهم طالما وقد نجح في حصد الكثير من المواقف لصالحه من الرئيس هادي والدول الراعية للمبادرة الخليجية والاوروبية وهذا سوف يجعل هادي في موقف الضعيف. ويتسنى له إيصال هذه القوى التكفيرية إلى سدة الحكم. على هذا الأساس سوف يكون محسن وصل لأهدافه وأهداف قوى التطرف والإرهاب.. فهذا يؤكد أنه مسيس أكثر من أحمد علي.. ووصوله مع قوى التطرف. يعني لا دولة مدنية. بل دولة تطرفية قمعية.

ثانياً: احمد علي نجل الرئيس المخلوع

– أن هذا الشخص هو شاباً يافعاً في الأربعين من عمره. لكنه أكثر تأهيل من الجانب العسكري. ولم يصل لموقعه القيادي عن طريق الكفاءة والنزاهة والجدارة بتحمل المسئولية.. وخبراته القيادية قليلة. وشخص غير مؤدلج بل وصل لهذا الموقع القيادي عن طريق والده.. لكون والده من أواخر التسعينات بدء تلميعه لأن يكون بدلاً عنه في مشروع التوريث.. ولهذا حاول من إزاحة مراكز القوى العسكرية الأخرى الممهدة لمشروع التوريث.. «محمد اسماعيل+احمد فرج+وغيره) ولم يبقى سوى علي محسن لكن أحمد ليس شخص مؤدلج مقارنة بعلي محسن.. وخبراته الحياتية في التعامل مع المسرح العسكري قليلة. ولم يسند قوته العسكرية بتنظيمات تطرفية لها طابع عقائدي أو قوى قبلية.. وعلاقته بمنظمات المجتمع المدني سواء أحزاب أو غير متدنية.. بل كانت إنحصرت علاقاته بالعديد من أصحاب المصالح والصفقات التجارية.

ممن هم من جيله معظمهم ممن وصلوا إلى مواقع قيادية بوحدات الجهاز الاداري للدولة فضلاً على تقرب العديد من إخطبوطي الفساد حوله، لكنه نجح في بناء قوة الحرس الجمهوري من حيث العتاد العسكري والتدريب القتالي.. وأستفاد من الدعم الذي حصل عليه من الغرب فيما يسمى دعم مكافحة الأرهاب..

– كما أن درجة التسليح لدى الحرس الجمهوري متطورة مقارنة بالفرقة مدرع وهذا ما يميزه تفوقه عن علي محسن بهذا الجانب.

– فضلاً على أن احمد شخص غير مسيس أحمق، متهور، ويندفع سريع ولا يحسب خطواته عكس علي محسن من جميع النواحي. الأمر الذي يجعل العديد من المواقف تنعكس عليه..

– لم يستطيع الحفاظ على الوحدات التي كانت موالية له بجانب الحرس مثل القوات الجوية والمحور الجنوبي.

– لم يستطيع تجيير العديد من مواقف الرأي العام الداخلي والخارجي لصالحه.

– لم يستطيع كسب ولاء الرئيس هادي مقارنة بعلي محسن.

– خسر  كثير من الولاءات القبلية التي كانت في صفه مثل قبيلة جابر الشبواني والذي استغلها علي محسن وقوى التطرف ضده.

– من المحتمل بأنه تورط في تسليم معسكرات في الجنوب لعناصر القاعدة خلال الفترة الماضية كرد فعل على قرار الرئيس هادي، عبر مقولة إن كان ذلك صحيحاً.. غير مدرك بأن علي محسن خبيراً وحليفاً استراتيجياً خفياً للقاعدة من الماضي حتى الحاضر. وغير مدركاً بأن عناصر القاعدة قدمت ولائها لعلي محسن حتى ولو تحالفت مع أحمد.. ومهما كانت درجة السرية بينهما وبين أحمد، غير مدركاً بأن القاعدة هي تنفذ مشروع على محسن وقوى التطرف وبسرية تامة، الأمر الذي جعل علي محسن يستغل مثل هذه الأوراق ضده أمام الداخل والخارج ويخسر العديد من المواقف الدولية بسبب ذلك.

– وفي حالة طغى جانب الحماقة على أحمد ضد الرئيس هادي، سوف يصب في خدمة علي محسن وقوى التكفير.

– أما بالنسبة إذا أقدم أحمد بالتحالف مع الحوثيين كقوى دينية مضادة لعلي محسن وقوى التطرف. إن أي تحالف مع هذه القوى «الحوثيين» هي حديثة وناتجة عن مصالح مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الحوثيين قدموا قوافل الشهداء من جراء حروب صعدة وذاقوا الأمريين من أحمد وأبيه كانوا جزء من الاطراف المتآمرة على الحوثيين. ويتطلب ذلك إثبات حسن النية فهل لديه الرغبة تسليمهم معسكرات بكاملها ويكسب الموقف الايراني لصفه ويعتذر للجنوبيين ويسلمهم معسكرات. ويعمل على إعادة كل ما تم نهبه في الجنوب ويقف ضد الأجندة السعودية وإذا قدم وسلم معسكرات للقاعدة فإن ذلك سوف يصب في خدمة علي محسن ومشروع قوى التطرف.. بحكم ولائها لعلي محسن والمتطرفين وإذا نجح أحمد بكسب الحوثيين. والجنوبيين والمنطقة الوسطى. وبالذات تعز. بحكم أن الحوثيين راهناً تفوقوا على الاطراف المضادة بنجاح تحالفاتهم مع أبناء تعز ووصلت تلك التحالفات لأعماق الجنوب. بحكم أن الظلم شمل الجميع من المخلوع وعلي محسن والإصلاح وأصبح هو القاسم المشترك لتحالفهم مع الحوثيين ولإجماعهم على دولة مدنية بعكس الطرف الثاني وهذا ما جعل قوى التكفير تضرب الأخماس في الأسداس.. وتكشر أنيابها ضد الحوثيين وحلفائهم من الفئات المظلومة على مستوى الساحة الوطنية تعز بالذات والجنوب، إذاً هي مقارنة بسيطة بين أحمد ومحسن..

ونستنتج مما سلف بأن علي محسن وحزب الاصلاح يهدفون لدولة لا مدنية تطرفية على حد تعبير الزنداني إسلامية ويستخدم كل الحيل والحبكات لتحقيقها. وهذا مشروع خطير على الثورة الشبابية والدولة المدنية ولا تلبي تطلعات الشعب اليمني. وتجعل السعودية هي الحاكم الفعلي لليمن. فهل يدرك الرئيس خطورة ذلك؟ ويترتب عليها إفشالاً لتوجيهاته وإلتزاماته أمام المجتمع الدولي.

أحمد علي لم يصدق أنه الحلقة الاضعف ويراهن على السلطة من بوابة الحرس الجمهوري. وهذا تفكير أحمق لكنه ليس بدرجة الخطورة مقارنة بعلي محسن. بل هو شخص أحمق وإذا بلغت درجة حماقته لصدام مسلح فسوف يخسر كل شيء. وسيكون ملاحقاً أمام المحاكم الدولية.

وعلى هذال الأساس في حال وصل الصراع بين الطرفين إلى صدام مسلح. فهذه كارثة والشعب اليمني سوف يدفع فاتورة الصراع. ولم ينتج عنها سوى مزيداً من المآسي وهذا ما نخشاه..».

أما إذا ادركا الطرفان مخاطر الصراع وما يترتب عليه من انعكاسات عليهم وعلى ثروتهم الغير مشروعة التي كونت ونهبت من هذا البلد من المحتمل يتحد الطرفان ويعاد انتاج النظام وطز بالثورة والثوار وسوف يدفع الشعب فاتورة تحالفهم وروحلك يا هادي ابين التي تدفع فاتورة أحمد علي وأبيه وعلي محسن وحزب الإصلاح (الوضيع) مسقط رأسك عند (أهلك اهل مارم وابناء عمومتك الدنبوع) وبالتالي ترجع للمثل الشعبي الأبيني الذي يقول:

أبين بلاد الحاس والحساس والظلم الشديد شاجعها مقتول شابها معلول خيرها للكعبين شرها للأذنين.

ها هي نتائج التكتيكات التي أتبعها علي مسحن + حزب الاصلاح أوصلت هذه القوى راهناً للسيطرة على مفاصل وزارة الداخلية و80٪ من المؤسسة العسكرية.

من خلال حكومة الوفاق.. وعبر قرارات الرئيس هادي. وبالتالي وصل الإصلاح إلى وزارة الداخلية ومن خلال إنضمامه للثورة استطاع هذا الحزب (الإصلاح) بأن يشهر سيطرته ايضاً على الفرقة مدرع بعد أن كانت تحت سيطرته السرية من مطلع الثمانينات.. فهل هذا يخدم توجهات هادي أم العكس؟

وبنفس الوقت أستطاع السيطرة على القوات الجوية من خلال استغلال فساد قائدها السابق والذي استغلوا تمرده على قرارات الرئيس هادي واتاح لهم الفرصة بترشيح قيادة للقوات الجوية من اعضاءه المتطرفين أي وصلوا لجزء من الاستراتيجية الانقلابية التي يسعون إليها من خلف الستار وبالتالي أصبحت هذه القوى هي المسيطرة على 80٪ من الوحدات العسكرية ووحدات الداخلية والأمن والذين يسعون ايضاً  لإستكمال سيطرتهم على ما تبقى بحيث تصبح جميع وحدات المؤسسة الأمنية والدفاعية تحت قبضتهم.

فلم يبقى أمام هادي في هذه الظروف سوى التعامل بحذر وإتخاذ قرارات مدروسة بعيداً عن محسن أو أحمد أو حميد أو قوى التكفير. أما إذا تعامل وفقاً لرغبتهم فلن يستطيع إخراج البلد إلى بر الأمان وسوف يكون الفشل حليفه أمام شعبه وفشلاً له أمام المجتمع الدولي الذي ألتزم لهم بمكافحة الإرهاب وبناء دولة مدنية علماً أن هذه القرارات أن لم يدرك الرئيس هادي خطورتها إذا لم تكن مدروسة فهي تعتبر حجر الأساس لتسليم الدولة لقوى التكفير والتطرف والذين إذا وصلوا إليها من المحتمل أن تصبح اليمن شبيهة بأفغانستان أو الصومال أو السودان وهذا مالا ينبغيه ونقول يا نار كوني برداً وسلاماً على يمننا من أي مخاطر وحماقات أحمد أو محسن أو حميد أو تطرف حزب الإصلاح برمته..

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى