فضاء حر

التمديد بين الدكتور ياسين وصحيفة أخبار اليوم

يمنات

الثقة لا تختلف كثيرا عن الشرف في علاقتها بالإنسان، فالثقة إذا زالت عن الشخص أو الصحيفة يصعب إعادتها، كذلك هو الشرف إذا فقدة صاحبه فإنه لا يعود مهما كان الأمر، فقد طالعتنا صحيفة أخبار اليوم في عددها رقم (2990) الصادر يوم الخميس الماضي، وعلى صدر صفحتها الأولى بالخط العريض بهذا العنوان: (نعمان: التمديد لهادي غير مقبول)، وعند قراءة الخبر في نفس الصحيفة تجدها تتناول الخبر بهذه الطريقة: (وأعتبر نعمان الحديث الآن عن التمديد لرئاسة عبدربه منصور هادي غير مقبول)، بينما ماقاله في مقابلته التي تم إعادة نشرها في صحيفة الشارع، وفي رده على سؤال حول التمديد لهادي، قال:(التمديد حتى الآن لا أحد يتحدث عنه، والتمديد الآن كلمة غير مقبولة)، للعلم بأنه في تاريخ 22/11/21012 أطلقت مبادرة سميت (مبادرة الوفاق الوطني) كان خلفها الجنرال علي محسن الأحمر، ولكنها ذيلت باسم السفير عبدالوهاب هادي طواف، وحملت هذه المبادرة في مضمونها التمديد لمؤتمر الحوار الوطني، وكذا تأجيل الانتخابات الرئاسية المقرر إجرائها مطلع عام 2014، فمن يقرأ صحيفة أخبار اليوم يشعر أن وراء هذا العنوان تحريض مبطن على الدكتور ياسين وعلى الحزب الذي ينتمي إليه وأن هناك تعمد لنبش خلافات قد طويت صفحاتها، وتشعر أيضا أن هؤلاء يريدون القول بأن الدكتور ياسين قبل برئاسة هادي مكرها ولا يرغب في التمديد له، بينما المعنى الحقيقي حسب فهمي هو أن لا أحد يتكلم الآن عن التمديد وأن كلمة التمديد أصبحت بعد ثورة الشباب غير مقبولة نهائيا، وهذه الصحيفة للعلم تمثل قوى لا تريد أي تقدم لهذا الوطن، وليست المرة الأولى التي تشن هذه القوى الحملات الإعلامية المبطنة على الدكتور ياسين، فقد سبق وبثت قنوات إعلامية ونشرت صحف تتبع هذه القوى أخبارا عن الدكتور ياسين تقول فيها أنه أعلن عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة، بينما هو تكلم مع قناة السعيدة في البرنامج الذي يقدمه الدكتور محمد العامري، وقال بالحرف الواحد في جوابة على سؤال حول الانتخابات الرئاسية القادمة: (أنا عندي مشروعي الأدبي والعلمي مؤجل وأريد أن أنجزه)، فما صدقت هذه القنوات والصحف سماع هذه العبارة إلا وقامت هذه الابواق ولغرض في نفس يعقوب بنشر وإذاعة أخبار إعلان الدكتور ياسين سعيد نعمان عدم ترشحه للانتخابات القادمة مما يدل على أن هناك تخوف لدى هذه القوى من أي شخصية تنال احترام وحب الجماهير وهذا ماكنا نعرفه عن الرئيس السابق علي صالح حيث كان يحارب أي شخص يحظى بشعبية كبيرة.

ومن هنا نستطيع أن نربط بين ماتناولته صحيفة أخبار اليوم مؤخرا وبين ماتناقلته قنوات سهيل ويمن شباب وربما الجزيرة سابقا والصحف المغردة في واديهم، ونخرج بنتيجة واحدة فقط أنهم لا يريدون أي شراكة إلا مع طرف ضعيف ويسخرون كل إمكانياتهم لإبقائه ضعيفا ويكشرون بأنيابهم ويشنون الحملات في حال بدأ هذا الطرف بالنهوض، متناسيين أن الشراكة الوطنية هي التي تجمعهم، فهم لا يفكرون بمصلحة وطن بقدر ما يهمهم مصلحة التنظيم..

 

فهل ستصحو قوى اليسار وتنظر إلى ما يدور حولها من مؤامرات قد بدأت تتضح خيوطها وتتكشف معالمها بهذه الأخبار التي تظهر شيء وتبطن شيئا آخر، وعليهم أن يعلموا أن ما يحدث الآن من تغيير ليس إلى الافضل، وإنما إلى وضع قد لا نستطيع وصفه الآن ،إذا لم نضغط لتكون هناك شراكة حقيقية لا تقصي أو تستبعد أحدا، تكون فيها كل القوى صانعة للتغيير الحقيقي، الذي يحلم به عامة المواطنين، وليس التغيير الذي نشاهده اليوم ، والذي يسير نحو مشروع قد عفى علية الزمن، وقد بدأت تكتوي به بلدان الربيع العربي.

وفي الأخير أحب أن أخاطب صحيفة أخبار اليوم والقائمين عليها وأقول لهم: بأن مرحلة التظليل والفبركات الإعلامية قد ولت ولن تنطلي هذه الأخبار المخادعة والهادفة للشتات على أحد وقد خبرناكم كثيرا وعرفنا حجم الأكاذيب والمزايدات، وما انتصارات حروب صعدة إلا أكبر دليل على مصداقيتكم، فرحم الله جماعة عرفت قدر تنظيمها وصحيفتها توقفت عن الكذب..

زر الذهاب إلى الأعلى